ع الساعة خمسه بعد العصر رحت لبيت ( عمران ) كان هناك مستنيني ، نزلنا مع بعض وعرفت اننا هنسافر لسكندرية.. ف الطريق عرفت منه شوية تفاصيل عن اللي ريحين لهم، اسرة بتتكون من اب و ام و بنت وولد، الاسرة دي بتعاني ان شقتهم بتمسك فيها النار من غير اي سبب! و بالتحديد النار دي بتمسك ف اوضة الام! اما الام ف بيحصلها حاجه غريبة وهي ان جسمها كله مليان جروح عميقه جدا ومحدش عرفلها سبب!
ده اللي حكاهولي طول الطريق، اما بقى لما وصلت البيت وشوفت بعيني كان شيء تاني خالص!
ف الاول لما رجلي خطت عتبة البيت حسيت بحاجه غريبة انا نفسي مش عارف ايه هي! حسيت ان البيت ده ماليان بكائنات كتير جدا حاسس بوجدهم ف كل حته! الاحساس ده اتحول لحاجات انا شيفها بعيني!
يعني مثلا لما دخلت مدخل البيت ، لما بدخل ف سلم ف وش البيت بيطلعني للدور اللي فوق، ف اوضة بابها مفتوح لمحت بطرف عيني ان ف شيء جري بسرعة ودخل جوه الاوضة دي! لما وقفت شوية لقيت عمران بيقول لي:
- ف حاجه انت شايفها غلط هناك!
ماردتش عليه ، سيبته و اتحركت ناحية الاوضة ، دخلت جوه وشوفت!!
شوفت واحدة ست قاعده على الارض في ركن! الست كانت ضمه رجلها الاتنين على بعض وحطه راسها مابنهم! قربت اكتر ، ف اللحظة دي باب الاوضة اترزع واتقفل عليا!!
مهتمتش بالباب اللي اتقفل ، لان كنت عايز اعرف ايه حكاية الست اللي شايفها دي! خدت بالي انها كانت مربوطة من رجلها الاتنين بسلسلة!..
رفعت راسها وشوفتها ، ست عادية مش عفريته كانت بتبكي ودموعها نازله على خدودها ، بصتلي وشاورت باديها ناحية شيء ورايا! بصيت ورايا مالقتش اي حاجه، رجعت بصيت للست مالقتهاش!.
اتلفت ورايا لقيت كائن منظره يخوف اوي! كائن ضخم اسود و عنيه مش موجودة مكنها! كان فاتح بُقه وباين منها سنانه سودة زي وشه!..
انا للحظة خوفت منه ، بس حاولت اني اتمالك اعصابي وما اخفش منه ، هو ماكنش قادر يقرب ناحيتي يعني كل ما يجي ناحيتي الاقي بعد بسرعة عني زي مايكون في حاجه منعاه انه يقرب لي!.
وقف شوية مكانه وانا وقفت اتامله لحد ما لقيته داخل جوه الحيطة و اختفى!
هنا الباب اتفتح ، خرجت بره وطبعا عمران سألني ليه دخلت الاوضة دي وليه قفلت الباب ورايا! بس انا ما قفلتش الباب ورايا الباب هو اللي اترزع عليا اول ما دخلت.. المهم اني ما جوبتوش على اي سؤال قولت له بعدين هحكيلك كل حاجه.
طلعنا فوق للشقة اللي ريحين لها ، عمران خبط على الباب وراجل ف الاربعينات فتحلنا الباب، اول ما فتح وشاف عمران حسيت ف وشه انه زي ما يكون نجده وجدتله لتلحقه من كارثة!
دخلنا وقعدنا ف الصالة ، الراجل اللي فتح لنا قال لعمران:
- كويس انك جيت يا ابني ، من نص ساعة بس المدام صابتها حالة صعبه اوي ، اه هي بتجلها ع طول لكن اول مرة تكون بالشده دي! انا و الجيران مسكناها بالعفية كانت هتنتحر! دي حطت السكينه ع رقبت محروس وده يكون ابننا الصغير..
سكت شوية عمران وانا كنت بسمع ومش مصدق عمران رد بعدها عليه وقال له:
- طيب هي فين دلوقتي ياعمي ( حسان )
رد حسان وقال له:
- ربطناها انا و الجيران ف السرير وقفلنا الاوضة عليها!
اول ما قال كده برقت لان مش مصدق ان الحالة بالصعوبة و الشدة دي!!
عمران و حسان عمالين يخدوا ويدوا مع بعض وانا كنت ببص ع حاجه! الحاجه دي كانت عند باب اوضة مفتوح, واحده ست واقفه! كانت هي نفس الست اللي شوفتها تحت ف الاوضة اللي تحت بير السلم!
عمران و حسان خدوا بالهم منها ، حسان لما شافها اتصدم وفضل يقول لنا:
- احنا ربطنها بإيدينا ، و مفتاح الاوضة معايا خرجت ازاي!
خلتهم يسكتو وطلبت من حسان اني عايز ابنه محروس!
طبعا طلبي كان غريب ، حسان رد عليا وقال لي:
- هتعمل بيه ايه
رديت باصرار:
- ماتسالش كتير هات ابنك محروس
جابه فعلا ، مرات حسان كانت واقفه ثابته مكانها عند باب الاوضة ، بتبتسم لي ابتسامه بلهاء ، لما قربت ع الاوضة هي دخلت بكل هدوء!
عمران لحقني لجوه وقال لي:
- انت هتعمل ايه بالواد فهمني
رديت عليه وقولت:
- اخرج لحسان ده و قول له اني عايز زيت زاتون و جلبية صغيرة واي حاجه طبق ماعليهوش اي نقوش ولا رسومات ويفضل انه يكون نحاس او صاج اديم! وهات لي منه حاجه اولع فيها بخور..
لما دخلت جوه لقيت مرات حسان اللي لسه شايفها واقفه قدام الباب ، مربوطه ع السرير زي ما هي! بتبص لي وبتبتسم ، قربت لها وفضلت ابصلها شوية وانا بردد ايات التهدئة و اورادي! لما خلصت لقتها غمضت عنيها ونامت!..
شوية وجالي عمران بالحاجه اللي طلبتها منه! خدت الطبقه و الزيت حطيته فيه ، دهنت الجلبية بالزيت ، وبعدها ولعت البخور و مسكت ايد الطفل رسمت عليها مربع وقولت له:
- ايه رايك يا حبيبي لو عمو خلاك تشوف رسومات حلوة ع ايدك و بتتحرك قدامك!
رد عليا بكل طفوله وقال لي:
- طبعا يا عمو موافق
دهنت ايد الطفل بالزيت ، خدت الجلبيه و لبستها للطفل بالمقلوب! طلبت منه يفتح ايده و يبص ع المربع اللي ف ايده
حطيت ايدي على راس الطفل وقولت:
- وكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ، واذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها وقال الانسان ما لها يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشتاتا ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.. انصرفو يا عمار هذا المكان حتى يقتضي طلبي بحضور الملك الجليل خدم هذا التنزيل ثم تعودوا معززين مكرمين آمين..
عين الطفل اتحولت وبقت بيضه مافهاش النني الاسود! ف اللحظة دي سألته وقولت:
- شايف ايه قدامك
رد الطفل و قال لي:
- انا شايف نقطه بيضه صغيرة ، هي كل شوية بتكبر!
سالته تاني وقولت:
- ركز اكتر على النقطه البيضه وقول لي شايف جواها ايه
رد وقال لي:
- شايف اوضة بابها مفتوح
= تقدر تدخل جوه الاوضة
رد وقال الطفل:
- اه انا بدخل جوه!
رديت عليه بسرعة وقولت:
- شوفلي جوه الاوضة في ايه
رد وقال:
- في ست مسكه كتاب ، هو مش كتاب واحد كذا كتاب
رديت وقولت له:
- مسكاهم ليه؟!
سكت الطفل وماردش!
عدت عليه تاني وقولت:
قول لي ماسكاهم ليه:
- هي بتحفر في الارض ، حطت الكتب جوه الحفره وردمت عليهم
ف اللحظة دي لقيت الطفل اتنفض واترعش وهو واقف! هدي بعدها ع طول فقولت له:
- انت شايف ايه دلوقتي
رد وقال لي وهو مرعوب:
- كائن وحشي اوي سحب الست ع الارض وكتفها!
بسرعة قولت له:
- تقدر تساله بيكتفها ليه
رد بخوف اكتر:
- ما اقدرش اعمل كده!
رديت بغضب عليه وقولت:
- انا امرتك تساله!
رد برعب وهو بيتهز:
- هتاذي مااقدرش اعمل كده
الواد لقيته اترمه ع الارض جسمه فضل يتهز و بيخرج من بُقه رغاوي بيضه!!
ف اللحظة دي عمران زقني وقال لي:
- انت مجنون ، انت هتموته كده!
فضل يقرا عليه اوراد ويمسح ع جسمه لحد ما الطفل فاق!..
خدنا الولد بعد ما هدي وماكنش فاكر اي حاجه من اللي شفها ، خرجنا بره وقولت لعمران اني عايز انزل الاوضة اللي تحت بير السلم ، نزلت فعلا ، فضلت اتامل ف الاوضة لحد ما سمعت صوت جاي من جواية بيقول لي اللي انت جاي عشانه مدفون هنا وكان مكان انا حددته! رحت فعلا و حفرت لحد ما خرج كيس ، كان فيه اربع كتب ، لما فتحتهم لقيتهم كتب ومخطوطات سحر! سحر اسود وقوي كمان!.. ليه مدفونين هنا؟! ليه مرات حسان كانت محتفظه بيهم؟!
اساله مالهاش غير جواب واحد ان الست دي كانت بتتعامل مع الكتب دي و خفتهم بعدها! اكيد اللي بيحصلها ده بسبب الكتب دي! للحظة رجعت نفسي وخوفت افتكرت جملة قالتهالي الست اول مرة دخلت الاوضة وشوفتها! قالت لي ( اخرت اللي انت فيه ده
هلاك )
للجراء الرابع اضغط هنا